المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

القلق من المجهول!

 القلق، القلق، القلق، لا يبدو أحدًا منّا لم يُعاني يومًا من القلق. عندما كنتُ في السادسة من عمري وبعد فقدان أبي بثلاثِ سنوات فقط، أجرت والدتي عملية جراحية ومن هُنا بدأت رحلتي مع هاجس (القلق)! في إحدى صباحات يناير الباردة دخلت والدتي المستشفى لإجراء عمليتها في أحد مستشفيات الدمام، وحقيقةً يومها لم يبدو وجه خالي مستبشرًا وسعيدًا، حتى أننا لم نستمع -كما هو مُعتاد- أثناء رحلتنا إلى الدمام لمحمد عبده وهو يُغني "ياليل خبرني عن أمر المعاناة هي من صميم الذات ولا أجنبية"! فـ خالي يبدو بأنه قد اكتفى من مُعاناة ذلك اليوم قبل أن يبدأ، ومُنذ ذلك الحين كان لقائي الأول مع القلق. بفضل الله عز وجل خرجت أمي من العملية تلك بصحة جيدة وانتهى كُل شيء على ما يُرام، ولكنني لا زلت أعاني من القلق، حتى أنني كنتُ أتحسسُ قلب أمي منتصف كُلّ ليلة بين الحينِ والآخر ليطمئن قلبي وأنام! استمرّ الحال هكذا لفترة من الزمن، حتى دخلت إلى المدرسة وابتدأ قلقٌ آخر، قلق الحياة المدرسية والصحبة الجديدة، وتحذيرات الأهل من رفقاء السوء ومن الفشل في أحد المواد والتأخر عن أقراني، ثم مضى معي القلق لا يتركني حتى نهاية آخر سنة