المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

فضيلةُ الصمت وفنُّ الاستماع!

عندما كنتُ في المرحلة الثانوية -عام ٢٠٠٨- كان أحد أصدقائي قليل الكلام، لدرجة كان يعتقِدُ بها البعض بأنه يُعاني من مُشكلةً ما. وأتذكرُ جيدًا حينها بأن بعض الأصدقاء كانوا ينعِتونه سُخريةً بلقب 'رفيقُ الصمت'، ولأصدقكم القول بأن صمت صديقي عبدالرحمن كان يُثير فضولي ويجعلني أتحدث معه أكثر من أي أحد آخر. فعندما أتحدث معه أشعر حقًا بأن كلماته لها أثرُ السحر على خلايا دماغي، وهدوءه يبعثُ في نفسي الطمأنينة، وعندما أُخبِرهُ بموضوعٍ ما أشعرُ بأن العالم بأسره يسمعني في تلك اللحظة. حقيقةً لم يكن عبدالرحمن مُجرد صديق مرّ علي أثناء رحلتي الدراسية، بل كنتُ تلميذًا استلهمُ منه فنّ الصمت وجمال الحديث. وقد قال لي مرّةً :" يُوسف، أتعلمُ بأن الصمت ثروة لا يعلم عنها الكثير من الناس؟ فالصمت يُجنبك الدخول في المشاكل، ويمنح عقلك فرصة ترتيب أفكاره ليجعلك تُقابل الناس بأبهى صورة لك، ولتعرف قيمة الصمت، فقد جعله الله عز وجل آية لزكريا عليه السلام، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحنّث (أي يتعبد) في غار حراء بعيدًا عن البشر باحثًا عن الصمت والهدوء". وقد قرأتُ مرةً في نصائح جاكسون براون لابنه -عن