المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

هّونها!

توفي والدي وأنا في الثالثة من عُمري، تكبرُني أختي منال بسنتين ويصغرُني عبدالله بمثلهم، كان المجتمع آنذاك يعتبر الابن الأكبر هو الوريث الشرعي لأبيه في تربية الابناء وقضاء حوائجهم والقيام بجميع مهام البيت! لأكون صادقًا، كان خالي إبراهيم هو ذاك الوريث الشرعي، إلا أن حكمته اقتضت بأن يصنع مني رجلًا في وقت مُبكر من العُمر، فما أن بلغت التاسعة أو أقل من عمري إلا وقد أولى لي العديد من المهام، حاول أن يجعل مني رجلًا تعتمد عليه والدتي 'تحسبًا في حال رحل هو لسبب أو آخر'! هذه الحياة وإن كانت قد صعنت مني رجلًا صغيرًا في ذلك الوقت، لكنها جعلتني أجهل بأبسط أساسيات الحياة، فقد كنتُ جادًا جدًا، لا أضحك عندما يُلقي عبدالله نكتةً سخيفة كما يفعل بقية أقراني، ولم أكن لأبكي في المواقف التي تستحق ذلك، كما عندما رحل أغلى شخص على قلبي خالي إبراهيم، بحجة أني 'كبير' ولا يجب أن أتصرف مثلُ الصغار، يا لها من حياة بائسة يا صديقي! والحقيقة أنني اكتشفت بعد ذلك بأن الحياة لا تستحق كل تلك الجدية، بل أن الحياة تعشق من يكون 'أحمقًا' صدّق ذلك! إنّ الشمعة التي أنارت بصيرتي كانت مذكرات لأحد أصدقائي ال