المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2024

انتقِ حرفك!

يأسِرُنيّ الأدب بكافّة صورهِ، في الفعل والأمر والطلب وحتى السؤال! قدِم عُمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه في وقت مُتأخر من الليل على أمّ كانت قد اشعلت نارًا لتطهوَ طعامًا يُسكتُ جوع صغارها، فلما رآها الفاروق ذهب إليها ليستفسر عن سبب إشعال النار في هذا الوقت المتأخر قائلًا:" السلام عليكم يا أهل الضوء" ولم يقل يا أهل النار، حيثُ لم يُسمَي النار نارًا حرصًا منهُ رضي الله عنه بأن لا ينسب النار لهم، في تجلٍ مُذهل لرقّة العبارة وسموّ الأخلاق. وهذانِ أحفادِ رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحسن والحسين" رضي الله عنهما قد دخلوا المسجد على مُسنّ كان لا يُحسنُ الوضوء، ومن أدبهم أنهما لم يقولا له افعل هذا وأترك ذاك، بل عمِدوا لأن يخاطبونه بكُل أدب قائلين ما رأيك أن تكون حكمًا بيننا فيمن يُحسن فينا الوضوء؟ فشرِعا رضيّ الله عنهما في الوضوء حتى انتهيا منه وقد وصلت الرسالة للرجل المُسنّ عندما قال بل أنكما تُحسنان الوضوء أكثر مني، وصلت الرسالة بأعلى أساليب الأدب ووفق التربية والضوابط المُحمّديّة! أما خالي إبراهيم -رحمه الله- فقد تعلّمت منه شيئًا لا زلتُ أمارسه في حياتي حتى يومنا هذا، وهو ا...