المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

أمي تقول: سيّد القوم خادمهم!

تقول أمي وهي تناولني كوب الحليب في ليلة شتاء باردة مُبرّرةً خدمتها لي "سيّد القوم خادمهم يا يوسف" وكأنها أرادت بذلك أن تغرِس في داخلي مبدأً من ذهب، لا مجاملة ولا ضعف فيه، بل قمة القوة والرفعة الا وهي خدمة الآخرين. أما غاندي فيقول "أفضل وسيلة لتجد نفسك، أن تكرّس نفسك في خدمة الآخرين"، حيثُ أدرك غاندي بأن من أعظم طرق كسب القلوب أن تخدم الآخرين كما تحب أن يخدموك، وأن تبادر بالعطاء قبل أن يُطلب منك، فمدّ يد العون لا يُقلّل من قدرك، بل يرفعك درجات! وهذا بالضرورة ما يجب أن تُدرِكهُ يا صديقي، فمنذ بضعة سنون مضت تعلّمت قيمةً مُضافة وسر من أسرار كسب القلوب وهي أن تخدم الناس كما تُحب أن تُخدم، أن لا تتوانى ولا تتأخر عن مد يد العون وتقديم ما تستطيع تقديمه برحابة صدر. يقول العالم والفيلسوف الألماني ألبرت شفايتزر :" غرض الحياة البشرية هو أن نخدم، ونُظهر التعاطف، ونملك الإرادة لمساعدة الآخرين" حيث يزعم ألبرت بأن المبادرة في خدمة الناس والتعاطف معهم تُعد من أنبل الصفات التي تمكّن الإنسان من كسب قلوب الآخرين والتأثير فيهم. ولعليّ أدركتُ ذلك جيدًا عندما أصبحتُ رئيسًا للمخت...

النجاح مشروع وليس هدف!

قبل أن يشعّ نور الإسلام، أوحى الله عز وجل إلى نبيه محمد ﷺ أن يتحنّث في غار حراء ثم أرسل إليه جبريل عليه السلام، لتبدأ أولى خطوات البعثة النبوية. ومن حكمة الله عز وجل أنه لم يأمره بنشر الدعوة فورًا، بل هيّأه أولًا لبناء مشروع متكامل قبل نشر رسالته، فكان التمهيد والتخطيط جزءًا لا يتجزأ من تحقيق الهدف الأعظم. أما صديق النادي، العمّ عبدالرحمن البالغ من العمر 61 عامًا ونيِّف، فقد حدثني عن مشروع ما بعد التقاعد والذي نجح من خلاله في خسارة ٢٥ كيلو  من وزنه خلال سنة واحدة فقط ليتحوّل من رجل سمين من الدرجة الثانية إلى رجل رياضي بإمتياز - بل وأصبح يُقدّم النصائح في مجاله- حيث لم يكن نجاحه وليد الحظ، بل كان نتيجة تخطيط متكامل بدأه بوضع نظام غذائي متوازن إلى تحديد مواعيد الذهاب إلى الصالة الرياضيّة بدقّة وضبط مواعيد نومه واستيقاظه! أما أكثر المشاريع الإلهاميّة للسعوديين في الخمسين سنة الماضية، كانت رؤية القائد المُلهم الفذّ سمو الأمير محمد بن سلمان عندما أعلن في العام ٢٠١٦ عن رؤية المملكة ٢٠٣٠، ليضع بذلك أساس يُلهم جميع السعوديين والعالم أجمع إلى أن أي مشروع ترغب في إنجازه هو فرصة قابلة جدًا لل...