النجاح مشروع وليس هدف!


قبل أن يشعّ نور الإسلام، أوحى الله عز وجل إلى نبيه محمد ﷺ أن يتحنّث في غار حراء ثم أرسل إليه جبريل عليه السلام، لتبدأ أولى خطوات البعثة النبوية. ومن حكمة الله عز وجل أنه لم يأمره بنشر الدعوة فورًا، بل هيّأه أولًا لبناء مشروع متكامل قبل نشر رسالته، فكان التمهيد والتخطيط جزءًا لا يتجزأ من تحقيق الهدف الأعظم.


أما صديق النادي، العمّ عبدالرحمن البالغ من العمر 61 عامًا ونيِّف، فقد حدثني عن مشروع ما بعد التقاعد والذي نجح من خلاله في خسارة ٢٥ كيلو  من وزنه خلال سنة واحدة فقط ليتحوّل من رجل سمين من الدرجة الثانية إلى رجل رياضي بإمتياز - بل وأصبح يُقدّم النصائح في مجاله- حيث لم يكن نجاحه وليد الحظ، بل كان نتيجة تخطيط متكامل بدأه بوضع نظام غذائي متوازن إلى تحديد مواعيد الذهاب إلى الصالة الرياضيّة بدقّة وضبط مواعيد نومه واستيقاظه!


أما أكثر المشاريع الإلهاميّة للسعوديين في الخمسين سنة الماضية، كانت رؤية القائد المُلهم الفذّ سمو الأمير محمد بن سلمان عندما أعلن في العام ٢٠١٦ عن رؤية المملكة ٢٠٣٠، ليضع بذلك أساس يُلهم جميع السعوديين والعالم أجمع إلى أن أي مشروع ترغب في إنجازه هو فرصة قابلة جدًا للتطبيق متى ما وضعت الخطة المناسبة لها.


وقد لخّص الكاتب جيمس كلير هذه الفكرة في كتابه الشهير “العادات الذريّة” حين قال: “الناجحون لا يحققون أهدافهم لأنهم وضعوا أهدافًا، بل لأنهم بنوا أنظمة تدعم الوصول إليها.” وبعبارة أوضح: لا تجعل إنقاص الوزن هدفك فقط، بل ابنِ نمط حياة جديد يوصلك إليه، حينها حتى وإن تعثّرت، ستعود إلى المسار تلقائيًا!


وفي عالم الاستثمار الرياضي، نجد نموذجًا حيًا لمشروع ناجح بل ومن أبرز المشاريع التي تُلهِمُني شخصيًا، وهي قصة نجاح دولة الإمارات في استثمارها مع نادي مانشستر سيتي، فعلى الرغم من كون الفريق يُعتبر من الفرق المتواضعة ويفتقد لأبجديات النجاح، إلا أن الإمارتيين قد نجحوا في صنع منظومة عمل ناجحة على المستوى الرياضي والاقتصادي وحصدوا ثِمار خططهم بتفوّق!


جميع هذه الأمثلة تؤكّد لنا أن النجاح مشروع قبل أن يكون نتيجة. فحين تنوي الزواج، فكّر في القيم والمفاهيم التي ستبني عليها حياتك وليس زواج من أجل الزواج فقط، بل وحتى في علاقاتك الاجتماعية، لا تكوّن صداقات لأجل التسلية فحسب، بل ابحث عن روابط حقيقية تُغذّي روحك وتُعينك على الحياة!


وكذا عندما تشرع في دراسة أو مشروعًا تجاريًا، لا تكتفِ بالأهداف، بل أنشئ نظامًا يدعم تحقيقها! فالنجاح يا صديقي ليس حُلمًا بعيدًا، بل هو خطة قابلة للتطبيق متى ما خططت لمشروعك بذكاء!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكرًا عبدالعزيز!

انتقِ حرفك!