دعونا نفرح . . !

بسم الله الرحمن الرحيم


تداولت مواقع التواصل الإجتماعي في الفترة الماضية مقطع لـ مجموعة من الشباب السعودي في فندق " فورسيزون " في العاصمة السعودية الرياض يحتفلون بـ تسجيل اللاعب الإسباني سيرجيو راموس هدف التعادل في آخر دقائق مباراة نهائي عصبة الأبطال الأوروبيّة التي جمعت نادي ريال مدريد بجاره أتلتيكو مدريد .

هذا التعادل أهدى فيما بعد لقب البطولة الأوروبية لـ نادي ريال مدريد بعد غياب عن التتويج بها مُنذ ٢٠٠٢ ( ١٢ سنة ) .

ظهور الشباب السعودي في المقطع وإحتفاله الكبير بـ الهدف يبدو بإنه لم ينل إعجاب الكثير . حيث أرجئ بعضهم ذلك إلى أننا كـ مسلمين لا يجب أن نفرح في ظل تأزم وضع أخواننا في سوريا إضافةً لـ الأوضاع السياسيّة الحرجة التي يمر بها الوطن العربي .

لا أعلم حقيقةً لماذا يربط بعضهم هذه بـ تلك ، فـ الإسلام لم يُجرّم بـ طريقة أو بـ أخرى على أي مسلم بأن ( يفرح ) ، بل وفي مواطن كثيرة حثّ الإسلام على إظهار الفرح والسعادة .

إن ما يُعاني منه أخواننا في سوريا ومصر وغيره من بلدان المسلمين أمر يذوب له القلب وتدمع له العين بكل تأكيد ، ولكن هذا لا يعني بـ الضرورة أن الفرح يجب أن يتوقف حتى تنحل جميع مشاكل المسلمين . فـ ما بدى من شباب المملكة هو مُجرد تعبير لا أرادي عن فرحة ظلوا ينتظرونها مُنذ ١٢ سنة .

أما في الجانب الآخر ، فـ قد أبدى عدد من وسائل الإعلام إمتعاضهم من الفرحة الجنونية التي ظهر عليها الفريق ، ولا يبدو ذلك إلا بسبب ( الغيرة ) من تحقيق هؤلاء الشباب نجاحًا أشاد به رئيس نادي ريال مدريد بذاته السيد فلورنتينو بيريز إضافةً لـ عدد من وسائل الإعلام الإسبانية والتي تُعد صحفية الماركا واسعة الإنتشار أبرزها .

في ختام مقالي هذا أؤكد للجميع من وسائل إعلام ومشجعين بأن ما شاهدتموه كان مُجرد تصرف لا إرادي ، لم يُسيء لـ فئة ولا لـ طائفة ، ولم يدعو إلى رذيلة أو ينتهك حقوق أحد المؤسسات الإعلامية . ما حدث أن هؤلاء الشباب فرِحوا ، فـ أرجوكم دعوهم يفرحون ، ودعوا الفرح يعود لبلاد المُسلمين فـ نحن نحتاجه .


يُوسف بن عادل ( @Yosuef_Ad )
٢٩ / ٥ / ٢٠١٤
الخميس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثُمّ ماذا ؟

الهشاشة النفسيّة!

وباء كورونا ما بين المبالغة والواقع!