ماذا علمني كورونا ؟!



بعد محادثة قصيرة مع صديقي المُقرّب خلال قضاء أيام الحجر المنزلي المصاحب لتفشي جائحة كورونا خلال عام 2020 أدركنا أنه ثمّة أشياء كثيرة لا تعوّض.
أدركنا حقيقة أن المال لا يشتري السعادة وبأن الصحة هي أثمن ما يتمتع به المرء، أدركنا بأن احتساء قهوة الصباح كل يوم في مكتبنا الصغير وإنجاز مهام أعمالنا هي نِعم، كما أدركت بأن استقبال ابني لي بعد العودة من يوم عمل شاق وتناول وجبة الغداء مع زوجتي كُلها نِعم، يا رجُل أصبحت افتقد المناسبات العائلية التي كنتُ أتهرب منها لسبب أو آخر، افتقدت الكثير خلال هذه الفترة، الصلاة في المسجد وقراءة كتابي المفضل في الحديقة وحتى جمعات الأهل نهاية كل أسبوع!
الحقيقة أن أزمة كورونا جعلتنا نعيد الكثير من الحسابات، كما جعلتنا نعيد ترتيب الأولويات في حياتنا.
الحياة خلال أزمة كورونا كانت أشبه بحياتنا عندما نفقد شخصًا عزيزًا بعد موته ونتمنى أن يعود بنا الزمن لنعوّضه عمّا فات، لكن الفرق بأن هذه المرة أنت موعود بفرصة العودة لِمن تفتقده وتقول له كل ما يجول بخاطرك، لا تبخل بأن تقول لأمك أنك تحبها أكثر من أي شيء آخر، لا تفوت فرصة تقبيل ابنتك، وابداء اعجابك بفستان زوجتك الذي ارتدته لأجلك، امتدح ساعة زميلك الباهضة ورائحة عطر من يُشاركك المصعد.
إن كنت تعتقد يا صديقي بأن الحياة في زمن كورونا مليئة بالسلبيات فأنت مخطأ، تأكد بأن هذه الفترة ستصنع منك شخصًا ناضجًا يُثمّن جميع النعم التي كان قد اعتاد عليها، ستجعلك تستنشق رائحة القهوة قبل احتسائها وتأمّل شروق شمس كل يوم بتفاؤل وحماس، كما ستجعلك قويًا تواجه مصاعب الحياة وتتخطاها بنجاح بإذن الله.
لكل أزمة إيجابياتها وسلبياتها، متأكد أننا خلال هذه الفترة لا نرى سوى السلبيات ولكن بعد انقضاء هذه الأزمة سنكون قد ظفرنا بالكثير من الإيجابيات.

يوسف عادل

سأكون مُمتن لمن يُشاركني أي ملاحظة أو إنتقاد عبر بريدي الإلكتروني:
Yosuefad@gmail.com

٢٠ مايو ٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثُمّ ماذا ؟

الهشاشة النفسيّة!

وباء كورونا ما بين المبالغة والواقع!