الشخص الاستثنائي!

 كان خالي إبراهيم رجُلًا عظيمًا أتكِأ عليه كُلما شعرت بالخوف، كنتُ أهرب من الحياة لحضنه وأشعر بأن الخوف لا وجود لهُ في الكون، كان خالي استثنائي لدرجة أعتقدت بأن الحياة لن تجود بشخصٍ مثله.

وهذا بالضبط هو ما يعتقده جميع الأبناء عن آبائهم، فكُل إنسان لديه ذلك الشخص الذي يعتقد بأنه الأمان الذي لن يفنى ولن ينتهي وسيظل يلجأ إليه كُلما ضاقت به الحياة.

والحقيقة أن هذه هي فطرة الإنسان، فعند ولادتنا لا نبرحُ نبكي إلى أن نستلُّ بين أحضان أُمهاتنا فنشعر بالأمان ونهدأ حينها، وكذا عند دخولنا للمدرسة أو خوض تجرُبة جديدة، فأول ما يتسلل لأنفسنا هو البحث عن ذلك الشخص الذي يُشعِرنا بالأمان.

لقد كان خالي رجُل استثنائي حقًا بالنسبة لي، وقد دفعني الفضول لسؤاله ذات يوم عن شخصهُ الاستثنائي الذي يدفعه نحو الحياة، فقال لي :" في فترة من الزمان كان أبي، وبعد وفاته كان ذلك الشخص هو صديقي أحمد، وكذا حتى أرحل عن هذه الدنيا سأستمر في البحث عن ذلك الشخص وسأجدهُ دائمًا، وأنت يا يُوسف لا تتوقف عن البحث عن ذلك الشخص، فلن تستقيم لك حياة حتى تجده! ".

إنّ الشخص الاستثنائي قد يكون أكبر نعمه يرزقك اللهُ بها، معه تشعرُ بالأمان ولهُ تشكو همك كُلما أثقلت عليك الحياة بهمومها. ومن أجل ذلك خلق الله عز وجل حوّاء لأبينا آدم عليهما السلام، وهارون لموسى وأبو بكر رضي الله عنه لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أبحث دائمًا عن ذلك الشخص في حياتك يا صديقي، الحياة مليئة بالمتاعب، ولن تستقيم لنا حياة كما قال خالي إلا عندما نجد ذلك الشخص الذي يُطبطب علينا ويُهوّن مصاعب الدنيا في أعيننا.


١١ نوفمبر ٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثُمّ ماذا ؟

الهشاشة النفسيّة!

وباء كورونا ما بين المبالغة والواقع!